مسألة الظل

هل لاحظت يوما ان الشمس تعاملك بطريقة مختلفة عن تلك التى تعامل بها من يقف جوارك؟

<<إضغط على الصور لتراها اوضح>>

تلك كانت فلسفة طاليس التى استطاع منها ان يقيس ارتفاع الهرم.

عندما بُنى الهرم كان المعجز ليس بناؤه فقط، بل كان كيف يمكنك ان تقيس ارتفاعه؟. وجاء طاليس ليشاهد ما هذا البناء الذى لا يمكن لاحد ان يقيس ارتفاعه، وتقابل مع فلا ح مصرى كان يستضيف طاليس فى بيتة. ظل طاليس يفكر فى الطريقة التى يمكن بها ان يقيس ارتفاع الهرم الى ان وجد الحل الشهير باستخدام الشمس!

لكل شئ ظل ومع اليوم تأتى لحظة يكون فيها ظل هذا الشئ مساويا لطوله، ولكن ليس فى كل الايام يمكن للظل ان يكون متعامداً، وفى نفس اللحظة يساوى طول هذا الشئ.

هكذا عمل طاليس يجرى الحسابات ما هو اليوم الذى يحدث فيه ذلك، وبمساعدة صديقه الفلاح المصرى استطاع ان يقيس ارتفاع الهرم.

وفى هذا الوقت من العام وقف طاليس ليرى اللحظة التى يساوى فيها طوله بظله، وعندما صاح تلك الصيحة التى اتفق عليها مع صديقه الفلاح، قام الاخير بغرس وتد عند نهاية ظل الهرم. وقاما بقياس المسافة ما بين نهاية قاعدة الهرم والوتد الذى غرس باستخدام وحدة الطاليس، وهى قطعة من الخشب تعادل طول طاليس، لتكون النتيجة (ــ) طاليس، وبقياس طول قاعدة الهرم تمكنا من معرفة ارتفاع هذا العملاق الذى كان يمر النهر بجواره فى صمت .

ولم يقتصر خيال طاليس عند هذا الحد، فكان يريد ان يجعل هذة المسالة اكثر عمومية من تحدى ارتفاع الهرم فذهب ينظر الى طريقته من زاوية اخرى.

لماذا لا اتخلى عن الزاوية 90 التى حاولت الوصول اليها؟. وكانت النظريه التى عرفناها، ولم نعرف من اين اتت، ولا لماذا على هذا الشكل.

لطالما درسنا نظريات ولم نعرف كيف اتت، وغالبا لا نجد اجابات ان حاولنا الوصول الى اى شئ عنها. طاليس لم يكن يعرف بالطبع انه ربما يصل الى شئ حول ارتفاع الهرم، وما أن حضر ليراهُ، وجد طريقةً لذلك. ولم يكن يعلم انه سيصل الى نظرية تساعد ولو خطوة لتطور العلوم، وها هو وصل. مَن يجرؤ على اقتحام المشاكل فقط هو من يمكنه تقديم حلول.

 الكاتب: احمد فاروق | الفرقة الرابعه،  كلية العلوم،  قسم الرياضيات الخاصة.